أطلق سعوديون موقعا إلكترونيا لمقاطعة برنامج "شاعر المليون" في إطار جدل واسع حول فوز شاعر قطري بجائزة البرنامج إثر منافسة شديدة بقصائد نبطية (العامية الخليجية) مع نظرائه من السعودية.
وأثار البرنامج بنسخته الثانية جدلا سعوديا واسعا بين من رأى في فوز القطري خليل الشبرمي مؤامرة على السعوديين بالتلاعب بنتائج التصويت ومن اعتبر أن البرنامج يقوم على استغلال الشعراء السعوديين، وثالث يرفض البرنامج لأنه يثير، بحسب رأيه، النعرات القبلية.
واعتبر المشرفون على موقع المقاطعة أن خسارة السعوديين ناصر الفراعنة وعيضة السفياني أمام الشاعر القطري غير منصف. وقالوا إنهم يهدفون من الموقع إلى "إظهار حقيقة ما يحدث من استغلال لأموال السعوديين وهدر لها في أشياء تفتقد المصداقية وتستغفل الجهلاء وتحرك العصبية القبلية وتثير المشاكل الاجتماعية مع تأكيد عدم التصويت لأي برنامج يهدف إلى الربح المادي وعدم المشاركة فيه من قبل شعرائنا"، بحسب تقرير نشرته صحيفة "الوطن" السعودية الاثنين 14-4-2008.
وفاز الشاعر القطري الشاب خليل الشبرمي في النسخة الثانية من برنامج "شاعر المليون" بعد أن تنافس بشدة في الحلقة النهائية مساء الثلاثاء الماضي بقصائد نبطية مع نظرائه من اليمن والإمارات والسعودية.
ويذكر أن التصويت، حسب القائمين على البرنامج, قد خذل الشاعر الفراعنة في اللحظات الأخيرة من الحلقة النهائية حيث نجح الشاعر القطري في الحصول على اللقب كثاني لقب قطري في البرنامج, مما أثار ردود فعل غاضبة في السعودية تجاه هذه النتيجة, وساد رأي عام بين المتابعين أنه كان هناك تلاعب في نتائج التصويت.
ونجح "شاعر المليون" في استقطاب جمهورا عريضا في الخليج، وبحسب الشركة المنتجة بات البرنامج يصنف في منطقة الخليج كأكبر برنامج مستقطب للمشاهدين، وقد سجل 17 مليون مشاهد أسبوعيا في دورته الماضية، علما أن دول مجلس التعاون الخليجي يقطنها 35 مليون نسمة، بينهم نسبة كبيرة من الأجانب. أما سكان اليمن فعشرون مليونا.
وتشرف على البرنامج هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث، ويرعاه ولي عهد الإمارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الذي حضر شخصيا الحلقة النهائية في أحد مسارح أبو ظبي حيث احتشد حوالي ثلاثة آلاف خليجي وخليجية لتشجيع "فرسان الشعر".
وتنافس في البرنامج على مدى الأسابيع الماضية 48 شاعرا من دول مجلس التعاون الخليجي الستة، أي السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات وسلطنة عمان، إضافة إلى اليمن، وتمت غربلتهم عبر الحلقات في عملية جمعت بين تقييم لجنة التحكيم وتصويت الجمهور.
ويخصص البرنامج للفائز جائزة قدرها مليون درهم إماراتي (274 ألف دولار) إضافة إلى إصدار ديوان شعري له، بينما يحصل صاحب المركز الثاني على نصف هذا المبلغ والفائز بالمرتبة الثالثة على 350 ألف درهم (95 ألف دولار).
إلا أن البرنامج تحول في دورته الثانية إلى حدث سنوي له طقوسه وثوابته. وقرر المنظمون أن تكون الجائزة المعنوية كناية عن بيرق من أجود الأقمشة في العالم ذات قيمة مادية كبيرة ويحمل شعار البرنامج.
وبحسب النظام الجديد، تحتفظ الدولة التي ينتمي إليها الشاعر الفائز بالبيرق لسنة واحدة وتعرضه في أحد مقارها الثقافية.
ومن حق الدولة الاحتفاظ بالبيرق بشكل دائم إذا فاز الشاعر الذي يمثلها في البرنامج لثلاث دورات متتالية، هذا علما أن للفائز الحق بالمشاركة في الدورات المقبلة.
أما القصائد التي يلقيها المشاركون فهي في غالبيتها مطبوعة بالواقع الاجتماعي والسياسي للمنطقة، إذ تحتوي أبعادا قبلية وعائلية ومناطقية كما تعج بأبيات المدح لحكام دول الخليج.
وغالبا ما يبدأ المشتركون قصائدهم بأبيات مستقلة يمدحون فيها حاكم بلدهم أو أحد الشيوخ ويتغنى بأمجاد بلده.
وتخلو غالبية القصائد النبطية من الغزل المباشر أو مشاعر الحب الواضحة وتميل أكثر إلى المواضيع المحافظة كمحبة الأهل والوفاء للوطن ومدح الشيوخ